يصل الرئيس الأميركي جو بايدن ظهر اليوم الأربعاء إلى إسرائيل؛ المحطة الأولى في زيارته للشرق الأوسط، ويُنتظر أن يوقِع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد “إعلان القدس”، القاضي بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

ومن المقرر أن يزور بايدن أيضا الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يتوجه بعد ذلك للسعودية؛ حيث سيجتمع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.

 وذكر مسؤولون أميركيون أن زيارة بايدن -وهي الأولى للمنطقة منذ توليه الرئاسة- تركز على دمج إسرائيل بالكامل في المنطقة في إطار تحالفات إقليمية تسعى واشنطن لتشكيلها، ومواجهة ما يسمونه الخطر الإيراني.

ويأتي ذلك بينما تحدثت إسرائيل رسميا عن تأسيس تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات الإيرانية.

 وقبل أيام، كشف الرئيس الأميركي في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) عن أهداف زياته للشرق الأوسط، وتعهد بمواصلة الضغط على إيران حتى تعود للاتفاق النووي لعام 2015، قائلا إن جولته ستبدأ فصلا جديدا وواعدا للدور الأميركي في المنطقة.

وسبق أن أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو/تموز الجاري، تشمل إسرائيل والضفة الغربية قبل أن يقلع مباشرة من تل أبيب إلى السعودية.

كما سيحضر الرئيس الأميركي بمدينة جدة السعودية في اليوم الأخير من زيارته قمة تضم قادة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.

إعلان القدس
وقبيل وصول بايدن إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، أعلنت الخارجية الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوقع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد خلال زيارته لإسرائيل اليوم بيانا مشتركا يعرف باسم “إعلان القدس”.

وقالت الخارجية الإسرائيلية إن البيان الذي سيوقع اليوم سيؤكد التزام واشنطن بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

وأضافت أن إعلان القدس سيعبر عن الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، معتبرة أن هذا البيان رسالة موحدة ضد إيران.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن البيان سيجدد التأكيد على التزام واشنطن بأمن إسرائيل وتفوقها، إضافة إلى تعزيز قوتها وقدراتها للدفاع عن نفسها بنفسها في وجه أي تهديد.

 كما قال المسؤول الإسرائيلي إن الإعلان سيكون قويا وحازما ولا مثيل له، وفق تعبيره.

وقبيل وصول بايدن، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد تعليماته بتأجيل التصديق على مخطط لبناء ألفي وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ما سماها تسهيلات للفلسطينيين، تتمثل في الموافقة على التصديق على 5500 طلبِ “لمّ شمل” جديد، إضافة إلى توسيع الخرائط الهيكلية للبناء في 6 تجمعات فلسطينية في الضفة الغربية وحول القدس المحتلة.

كما تقرر إعادة فتح معبر سالم شمالي الضفة الغربية أمام الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر.

 ويشارك نحو 16 ألفا من أفراد الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود والقوات الخاصة في عملية تأمين زيارة بايدن إلى إسرائيل التي تبدأ اليوم.

الملفات الرئيسية
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس جو بايدن يسعى خلال زيارته إلى دمج الشركاء الإقليميين في المنطقة بمن فيهم إسرائيل.

وأضاف كيربي للجزيرة أن إيران ما زالت تعمل على تطوير قدراتها النووية والباليستية، ونشاطُها مزعزع لأمن المنطقة، مشيرا إلى أن واشنطن ما تزال تعتقد بأن الاتفاق النووي هو أفضل طريقة لتأمين عدم تحول إيران إلى دولة نووية.

 من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن أولويات زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط تتركز في تثبيت الهدنة باليمن، واندماج إسرائيل بشكل كامل في المنطقة، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بين إسرائيل والسعودية.

وأضاف سوليفان أنه من المرجح أن يستغرق أي تطبيع بين إسرائيل والسعودية وقتا طويلا، لكن بايدن سيتطلع إلى إحراز تقدم خلال زيارته لإسرائيل والسعودية.

وشدد المسؤول الأميركي على أن الزيارة تهدف أيضا إلى التصدي لما وصفه بالخطر الإيراني متعدد الجوانب، مشددا على أن الدور الأميركي في الشرق الأوسط سيكون مختلفا عما كان عليه الوضع إبان الحرب على العراق.

في نفس الإطار، قال المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط السفير مارتن إنديك، إن ما تسعى إليه إدارة بايدن هو طمأنة شركائها في الشرق الأوسط بأن انشغالها بروسيا والصين لن يدفعها إلى تجاهل إيران وأنشطتها في المنطقة.

 وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قد قال إنه سيعرض على الرئيس الأميركي جو بايدن لدى وصوله لإسرائيل إنشاء قوة مشتركة يسعى لتطويرها مع شركاء في المنطقة لمواجهة إيران.

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قال إن بلاده لن تتردد في الدفاع عن مصالح المنطقة (وكالة الأنباء الأوروبية)
إيران ترد
في المقابل، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم إن بلاده ترصد تطورات المنطقة بدقة، ولن تغفل عن أي تحرك فيها.

وأضاف رئيسي أنهم أبلغوا الأميركيين مرارا بأن إيران سترد بحزم على أدنى تحرك يطال وحدة أراضيها، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في المنطقة لن تحقق الأمن لإسرائيل.

من جهته، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الولايات المتحدة إلى التوقف عن مساعي تشكيل تحالف إقليمي واحترام سيادة دول المنطقة، مؤكدا أن الدول الداعمة لإسرائيل تتحمل مسؤولية أي إجراء إسرائيلي غير قانوني ضد بلاده.

 وقال كنعاني خلال مؤتمر صحفي بطهران اليوم إن تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب تغييرا عمليا في سلوك الولايات المتحدة الذي وصفه بالتخريبي.

وأضاف أن أي محاولات لزعزعة أمن المنطقة ستؤثر على كافة دولها، مؤكدا أن إيران مستعدة لمد يد الصداقة لدول المنطقة بهدف تعزيز الأمن والاستقرار.

كما أكد كنعاني أن طهران بعملية التفاوض بشأن الاتفاق النووي، وقال إن واشنطن تنصلت من التزاماتها وانسحبت من الاتفاق.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رد أمس على مقال نشره الرئيس الأميركي في صحيفة واشنطن بوست، وقال فيه إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015، بالقول إن مواقف بايدن في المقال هي استكمال لمسار سياسة الضغوط القصوى التي انتهجها سلفه دونالد ترامب.

 من جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أمس إن طهران لن تتردد في الدفاع عن مصالح المنطقة في وجه أي مؤامرات أو جهود لزعزعة الاستقرار فيها.

وتعليقا على زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط أيضا، قال قاليباف في كلمة أمام البرلمان الإيراني إن الزيارة تتم بتعاون كامل مع إسرائيل.

شاركها.
Exit mobile version