أكد عدد من منتجي الألبان أن الاستثمار في قطاع الألبان صار غير مجدٍ ويُعرّض المنتجين لخسائر فادحة بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج. وتشهد أسعار الألبان ارتفاعاً غير مسبوق حيث بلغ سعر الرطل 350 جنيهاً وسط توقعات بأن يقفز سعر رطل الحليب إلى 500 جنيه. وأكد عضو الغرفة القومية محمد عمر، خروج (45%) من حظائر ومزارع وشركات وإنتاج الألبان عن الخدمة، مشيراً إلى زيادات خرافية في أسعار الأعلاف، لافتاً إلى ارتفاع فدان العلف إلى 14000 جنيه بدلاً من 7000 جنيه، وارتفاع أسعار فدان أبو سبعين إلى (350) ألفاً بدلاً من (150000) جنيه. وأرجع محمد عمر في حديث صحفي سابق ارتفاع سعر رطل الحليب، لارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف الإنتاج حيث صارت لا تغطي مع المنتجين، قاطعاً بأن المنتجين بالأشهر الماضية كانوا يعملون رغم الخسائر التي يتكبدونها في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الأعلاف.
وأشار أحد المنتجين صلاح عبد الرحمن إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وبخاصة الأعلاف التي تشهد أسعارها ارتفاعاً غير مسبوق تجاوز 30 ألف جنيه لسعر الجوال، كما ارتفع سعر فدان أبوسبعين لأكثر من 370 ألف جنيه، بجانب ارتفاع تكلفة الترحيل والعمالة وغيرها من التكاليف التي أدت إلى خروج أعداد كبيرة من مزارع وشركات المنتجين من دائرة الإنتاج بسبب التكلفة العالية. وأضاف لـ(مداميك) أن الإنتاج تراجع بصورة كبيرة بسبب تفاقم مشكلات القطاع؛ فضلاً عن خروج كثير من المنتجين وتجاهل الدولة لمعالجة مشكلات هذا القطاع المهم، وتوقع أن تتراجع الإنتاجية بصورة أكبر خلال الفترة القادمة. وأضاف أن هناك أزمة حقيقية تواجه القطاع تكمن في الزيادة الكبيرة لمدخلات الإنتاج والترحيل من مواقع الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك وترحيل الأعلاف، حيث تضاعف سعر الترحيل نتيجة لزيادات أسعار الوقود المتكررة، إضافة إلى غياب تأمين المزارع ونفوق عدد من الحيوانات بسبب الأمراض وارتفاع تكاليف العمالة. وعبّر عدد من المواطنين عن استيائهم بسبب الزيادة الكبيرة التي طرأت على أسعار الألبان.
وقال المواطن جعفر حسن إن الأطفال صاروا محرومين من شرب اللبن بسبب ارتفاع أسعاره، لافتاً إلى أنه لا يستطيع أن يشتري 3 أرطال بـ1050 جنيهاً وهي تكلفة عالية مقارنة مع ما يتقاضاه من أجر، يعني تكلفة شراء اللبن شهرياً تتطلب أكثر من 30 ألف جنيه، وقال: “إننا أصبحنا نشتري لبن بودرة رغم قناعتنا أنه غير مُغذٍّ للأطفال، ولكن ظروف الحياة الصعبة أجبرتنا على أن نظلم أطفالنا بعدم منحهم التغذية الكافية المطلوبة لهم في هذه السن الصغيرة.